الشباب والمشاركة السياسية




الشباب والمشاركة السياسية:

تعد مشاركة الشباب في الحياة السياسية وتأهيلهم لأداء هذا الدور المهم من أهم ركائز العمل السياسي الصحيح في أي دولة ، ومن أولويات الحكم الرشيد في أي مجتمع ، رغم أن هذه المشاركة مرهونة بمستوى التقدم الذي يمكن أن تحرزه أي دولة على مستوى الديمقراطية وحقوق الإنسان، لتتغلغل في حياة الناس وتصبح نظام حياة .
إن مؤسسات المجتمع المدني و الأحزاب إذا كانت تبحث عن التواجد في الشارع فعليها أن تبحث عن الشباب , فالشباب هم مستقبل مصر و هم أملها في التغيير, فهم من يمكلون إستعادة حريتنا و كرامتنا , فبعد عشر سنوات يصبح هؤلاء الشباب هم الذين سوف يغيرون مستقبل مصر السياسي و الإقتصادي. و إهمال كافة مؤسسات المجتمع من أحزاب أو إعلام لهم و هو ما يمثل خطراً على الأمن القومي. فابتعاد الشباب عن الحياة العامة قد يحولهم إلى "قنابل قابلة للانفجار إذا ما تسلمتهم أيدي الجماعات المتطرفة التي تزدهر كلما ازدادت الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في مصر.
و هذا الأمر ليس مستبعدا، لأنه مع انتشار البطالة وعدم تعبير الشباب عن آرائهم سلميا فضلا عن حالة الاحتقان السياسي التي تشهدها مصر حاليا، سيكون من السهل أن تتسرب لهم الأفكار المتطرفة، مذكرا بتفجيرات سيناء والأزهر وميدان عبد المنعم رياض التي وقعت خلال الأعوام القليلة الماضيةس.

واقع عزوف الشباب عن السياسة:
إن واقع الشباب المصري سياسيا شبه معدوم إذا صح التعبير لان هذا القطاع المهم من المجتمع مغيب عن المشاركة السياسية إما باستخدام النظام أسلوب الترهيب بالاعتقالات و التعذيب أو من الشباب أنفسهم ,وفي بعض الحالات قد تتعمد بعض الأجهزة إلى تقويض حركتهم و منعهم من القيام بواجباتهم تجاه مجتمعهم.
و يظهر واقع الشباب السياسي في مصر وكأن الحياة السياسية في غيبوبة ,وان مفهوم السياسة كإدارة للشأن العام والمشاركة فيه خلال هذه المرحلة مرتبطا بالمحسوبية والمنافع واستغلال النفوذ لمصالح فئوية و شخصية ضيقة, الأمر الذي ساهم في إبعاد الناس عن السياسة وجعل السياسيين في واد و الناس عامة و الشباب خاصة في واد آخر.
ليس متاحا للشباب المصري الانخراط في العمل السياسي عبر القنوات المؤسساتية ,كون هذه القنوات شبه مغلقة,لا يعبر منها إلا بعض الساعين إلى مكاسب.ذلك أن الفساد السياسي والإداري ضارب في غالبية المؤسسات السياسية على امتداد العالم العربي,وهو واقع لا يقابله في غياب القدرة على التغيير والتأثير وإزاء هذا الواقع الذي تنعدم فيه الحياة السياسية وتتراجع فرص مشاركة الشباب بفاعلية في مجتمعاتهم واستشراء الفساد السياسي, يضع الشباب أمام عينيه الهجرة سبيلا للخلاص .

أزمة ثقة:
إن الشباب "لا ينغمسون في العمل الحزبي لأنهم فقدوا الثقة في الأحزاب القائمة حاليا بما فيها المعارضة، وأن 14% فقط ينتمون لأحزاب سياسية بينما تصل نسبة غير المنتمين إلى 86%. وجاء الحزب الوطني الحاكم على رأس قائمة الأحزاب , في حين أن 7.27 % من الشباب مهتمون بالحياه السياسية إلا أنهم لا يشاركون فيها شكل مستمر.
وأرجع الشباب المنتمون للحزب الوطني انضمامهم للحزب الحاكم إلى "الخدمات التي يقدمها لهم كرحلات مخفضة التكاليف، والمساعدة في التقدم لشغل الوظائف و الكثير من المساعدات المادية.
أما المنتمون لأحزاب المعارضة فبعضهم يقر بأن أحزابهم غير قادرة على تقديم بديل حقيقي أو تحدي السيطرة المطلقة للحزب الوطني على الحياة السياسية.
وفيما يتعلق بالمشاركة في انتخابات الاتحادات الطلابية أثناء دارستهم، فإن 46% شاركوا في هذه الانتخابات على مستوى الفصل الدراسي, بينما قال 54% منهم سإنهم لم يشاركوا في هذه الانتخابات "لأنها لم تنظم أساسا ولم يعرفوا عنها شيئا طول سنوات دراستهم".

من بين أسباب عزوف الشباب عن المشاركة السياسية مايلي:
1- غياب الديمقراطية داخل الأحزاب.
2- غياب حرية التعبير داخل هذه الأحزاب.
3- هيمنة العلاقات الأسرية والعائلية داخل الأحزاب والجمعيات.
4- تمسك "زعماء الأحزاب" بالقيادة بشكل بيروقراطي وغير ديمقراطي.
5- غياب برامج حزبية واضحة المعالم ومتميزة تختلف من حزب لآخر.

اقتراح حلول عزوف الشباب عن المشاركة السياسية و هي:
1- تحديد عدد مقاعد الشباب قانونيا في مجالس الشعب و الشورى .
2- إطلاق حرية العمل السياسي للشباب .
3- تشجيع الطلبة في الجامعات على تأسيس نوادي تهتم بعلم السياسة وبالعمل السياسي.
4- تدريس حقوق الإنسان والحريات العامة ليس في الجامعات فحسب بل حتى في المراحل الثانوية ايضا.
5- تأسيس برلمانات مصغرة على مستوى الجامعات وعلى مستوى المراحل الثانوية يشعر من خلالها الشباب أنهم بالفعل نواة و ممثلين و قادة للشباب و للشعب ومن ثم يتدربون على فن الإلقاء والتواصل الجماهيري.
6- تخصيص برامج إعلامية يطرح فيها الشباب مشكلاتهم وهمومهم والمعوقات التي تقف أمامهم في جميع المجالات، بحضور الشباب والمهتمين بقضايا الشباب.
7- تنظيم ندوات ودورات تدريبية ومحاضرات خاصة بالشباب وبقضاياهم تتيح الفرصة لهم للتعبير عن أرائهم وانشغالاتهم وطموحاتهم.
¬¬
الحقوق الآتية التي يجب أن تتاح للشباب كفرصة للتمتع بها دون قيود غير معقولة :
أ‌- أن يشارك في إدارة الشئون العامة إما مباشرة وإما بواسطة ممثلين يختارون في حرية دون أي تأثيرات
ب‌- أن ينتخب وينتخب في انتخابات نزيهة تجري دوريا بالاقتراع العام, وعلى قدم المساواة بين الناخبين, وبالتصويت السري, لتضمن التعبير الحر عن إرادة الناخبين.
ج -أن يتاح له تقلد الوظائف العامة في بلده على قدم المساواة عموما مع غيرهس.

الآثار الإيجابية للمشاركة السياسية على الأفراد:
تؤثر المشاركة على الأفراد وعلى السياسة العامة للدولة .. فعلى مستوى الفرد تنمى المشاركة فيه الشعور بالكرامة والقيمة والأهمية السياسية وتنبه كلا من الحاكم والمحكوم إلى واجباته ومسؤولياته وتنهض بمستوى الوعي السياسي, كما أنها تساعد على خلق المواطن المنتمي الذي يعد عماد قوة وعافية الجسد السياسي.
وعلى صعيد السياسة العامة تجلب المشاركة أكبر منفعة لأكبر عدد من الأفراد إذ أنها تدفع الحاكم إلى الاستجابة لمطالب المواطنين وتسهم في إعادة توزيع موارد المجتمع بشكل أكثر عدالة .. ومن حيث يؤدى ازدياد عدد المشاركين إلى مزيد من العدالة الاقتصادية والاجتماعية عن طريق قيام الحكومة بإعادة توزيع الدخل والثروة.

الحركات الشبابية:
مفهوم العمل الشبابي هو قيام الناشطين بالعمل السياسي والاجتماعي والتطوعي والثقافي لفئة العمرية ما بين 18 إلى 35 سنة، وعادة ما يبدأ العمل الشبابي في المنتديات أو الأندية الشبابية أو الأنشطة الطلابية أو في جمعيات النفع العام، وتتميز هذه التحركات الشبابية بأنها سريعة وفعالة وتتفاعل مع القضايا المطروحة. وآليات هذا العمل ومكوناته والاندفاع هو المكون الرئيسي للحركة الشبابية، فهو المحرك لهم نتيجة لقلة الخبرة أو الإحساس بقدرة عظيمة على العطاء، والاندفاع ليس صفة سلبية في جميع الأحيان.
الحركات الشبابية دورها أكثر إيجابية من الحركات الأخري التي تقوم علي عناصر غير شبابية، علي الرغم من أن هذه الحركات قد تضم رموز من الشباب السياسي والمعارض في مصر.
و لكن الحركة الشبابية تحتاج إلى مرجعية سياسية وفكرية• في حين أن العمل الشبابي غير مقتصر على العمل السياسي أو الاجتماعي

التجمعات الشبابية نواة الإصلاح والتغيير فالعمل السياسي الشبابي هو فهم للماضي وإصلاح للحاضر ونهضة للمستقبل.
فالحركات الشبابية تجذب الشباب لأنها غير مقيدة بآليات معينة و لأن المحدد الوحيد هو هدف الحركة. و لأنها تتمتع بأفكار غير مألوفة تكاد تصل أحيانا إلى حد الجنون. و قد يعجب بها باقي الشباب و تثير دهشتهم و استغرابهم مما يجعلهم يبحثون وراء تلك الحركات و ينضمون إليها.
إن هناك حالة ترقب شبابية للأوضاع الحالية اعتبرته الهدوء الذي يسبق العاصفة• فالشباب تحركوا من الشارع وضغطوا على الحكومة وأجبروا التجمعات السياسية على تبني برامجهم , و هنا فإن الشباب يمارسون الديمقراطية أفضل من التجمعات السياسية والإخوان.
فالشباب أدرك أن أنسب طريقة للتحرك هي التحرك من الشارع ليكون هناك ضغط على الحكومة من ناحية، وإرغام التنظيمات السياسية للانضمام لهم من ناحية أخرى، فعلى سبيل المثال حملات حركة شباب 6 إبريل التي أجبرت وأحرجت جميع التنظيمات السياسية على النزول معهم إلىس الشارع وقد بدأت بمجموعة قليلة من الشباب وكونت قاعدة جماهيرية كبيرة.



...

0 Comments:

Post a Comment



إرسال تعليق